أيها الرفاق،
الجنرالات والضباط والجنود،
رفاقي الأحباء في السلاح،
حانت هكذا تلك اللحظة التي لطالما انتظرها حزبنا وحكومتنا مع عدد كبير من الأسر في هذا البلد والتي أرسلت أبناءها الأعزاء إلى ساحة المعركة.
انتظرتها البلاد برمتها.
هذه اللحظة انتظرتها أنا أيضا بلهفة عبر عدها بالأصابع.
لا أستطيع أن أصف مشاعري الراهنة حين ألتقي مجددا في هذا المكان البالغ الأهمية بالأبناء الجديرين بالثناء، أبطال البلاد الذين يعتبرون أكبر فخر لدولتنا وينتظرهم جميع أبناء الشعب.
أتقدم بالشكر القلبي وأخلص التحيات الكفاحية إلى الرفاق قادة ومقاتلي وحدات العمليات الخارجية الذين عادوا إلى الوطن عن جدارة بالشرف العظيم والمآثر القتالية الباهرة، لأنهم قاتلوا بشجاعة بما يليق بـ " الكوريين " و" الجيش الشعبي الكوري "، تحت وابل القذائف ودخانها في أرض الغربة والذي يقرر الحياة والموت.
أيها الرفاق،
يسرني أن أعلن اليوم في هذا المكان المرسوم الصادر عن هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بناء على اقتراح اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري ولجنته العسكرية المركزية بمنح ألقاب بطل الجمهورية وشهادات التقدير من الدرجات العالية لجنرالات وضباط وجنود جيشنا الذين اجترحوا المآثر الخالدة في العمليات الخارجية.
هذا يعد أول تكريم للمشاركين في العمليات الخارجية وهم الأبناء الرائعون للشعب الكوري وممثلو الشرف العظيم للوطن.
نظمت اللجنة المركزية لحزبنا حفل تكريمكم الوطني بحشود كبيرة في مقرها الرئيسي رغبة منها في إبراز الأبطال الأجلاء إلى أقصى درجة أمام الوطن والشعب وجعل البلاد جمعاء تحترمهم وتبجلهم، أولئك الذين سطروا المآثر في ساحة المعركة على أرض الغربة حفاظا على السمعة المقدسة والكرامة للدولة.
هذه مكافأة خاصة وقيمة يمنحها الوطن والشعب للمنتصرين الشرفاء الذين حققوا المناقب العظيمة الصعبة المنال بدون النضال الدامي.
يجدر بكم أن تحظوا بهذا المجد وأكبر معاني الاحترام.
تأثرت بعمق بالروح النبيلة والشجاعة المنقطعة النظير والتضحيات الغالية لضباطنا وجنودنا وأنا أتلقى من حين لآخر تقريرا عن سياق قتالهم منذ أن أرسلت وحدات العمليات الخاصة عندنا إلى الخارج، كما كنت أتوق بشدة إلى تكريم جميعهم تكريما حافلا إذا عادوا إلى الوطن بعد إنجاز المهام الموكولة لهم.
حين يقام اليوم أول حفل تكريم على هذا النحو، تلوح أمام عيني صور المقاتلين الذين يبذلون في هذه اللحظة أيضا قصارى جهدهم لتنفيذ المهام إخلاصا لأوامر الوطن، وصور الشهداء، ولا أستطيع أن أتمالك نفسي من شدة الأسف حقا لعدم إبرازهم جميعا في هذا المكان المجيد.
أشعر بالألم والحزن يحز فؤادي أمام الواقع الذي يضطرنا إلى أن نشاهد الملامح السامية لمن نذروا حياتهم الغالية في سبيل الانتصار العظيم والمجد عبر صورهم الفوتوغرافية على جدار التأبين.
لا تساورني سوى فكرة واحدة هي كم سيكون رائعا لو كان معنا في هذا المكان أولئك الذين استقبلوا الخلود الأكثر مجدا في اللحظات النهائية الرائعة التي اختاروها، وتركوا في التاريخ المآثر والسجلات القتالية التي يتعين نقلها جيلا بعد جيل.
وددت أن أعانقكم جميعا بدفء، أنتم الذين كنت أتمنى سلامتكم كل يوم وكل لحظة، وأقلد بنفسي ميدالية البطل على صدور من اخترقوا اللهيب حاملين فيها علم الدولة المجيد، إلا أنني أشعر ببالغ الأسف لعدم إمكانيتي عمل ذلك.
حين أقف أمام أفراد أسر رجال الجيش الشهداء، لست أدري كيف أعبر عن الضيق والأسف لعدم حماية أرواح الأبناء الأعزاء الذين أسندوهم لنا واثقين بنا، الشباب الذين ما زالوا في الريعان.
أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن مشاعر التعازي العميقة لأفراد أسر الشهداء الذين نذروا حياتهم الغالية في العمليات العسكرية الخارجية، وأقترح على الجميع أن يقفوا دقيقة صمت متمنين خلودهم.
محاربونا هم جميعا أناس وأبطال ووطنيون عظماء.
اجترح مشاركو العمليات الخارجية المآثر العظيمة التي ستظل خالدة في التاريخ، من أجل الازدهار والجبروت الأبديين للوطن، وذلك بالنضال الحازم والتضحيات النبيلة.
قال القائدكيم جونغ وون بكل فخر إن انتصار المقاتلين المحاربين البواسل يعد مآثر كبيرة أسفرت عن الحفاظ الثابت على الشرف العظيم للجيش الشعبي الكوري والذي يمنع منعا باتا النيل منه وتوفير ضمان راسخ لبقاء وتطور دولتنا، كما أنه انتصار يستحق التسجيل كمعجزة في تاريخ بناء جيشنا وتاريخ النضال الثوري المناهض للإمبريالية وفي الوقت نفسه، يغدو حدثا في تاريخ الحروب العالمية لأنه أعاد صياغة منطق القوي المتناقل على مدى آلاف السنين.
أضاف أن النشاطات القتالية لوحدات العمليات الخارجية التي تمثل القوات المسلحة لجمهوريتنا في ساحة المعركة التي تركزت عليها بؤرة أنظار العالم، دلت دون تحفظ على قدرة الجيش الشعبي الكوري البطل الذي لا يعرف إلا النصر بتفوقه الثابت في الفكر والروح والاستراتيجيات والتكتيكات المستقلة، واستطرد قائلا:
أكثر ما أولي الأهمية له وأقدره بارتياح هو أن شهرة الجيش الشعبي الكوري المظفر دائما تم تثبيتها بصورة أشد صرامة في تاريخه الممتد إلى أكثر من 70 عاما، وتأكد بجلاء الوضع الحقيقي لجيشنا المستعد تماما لخوض الحرب.
المفتاح في التعامل الثابت مع الحرب وضمان الانتصار فيها هو تحطيم إرادة العدو لشن الحرب.
أصبح رأيا ثابتا الآن أن لا يتفادى جيش أي بلد مصير الأرواح المحزونة التي تهيم في الأرض، إذا واجه جيشنا.
يمكن القول إنكم بنيتم جدار الحماية الشامخ في ربوع الوطن، على الرغم من أنكم قاتلتم في أرض الغربة وكانت خنادقكم خارج أراضينا.
بهذا المعنى، تعتبر مناقبكم أثمن وأغلى من انتصاركم في الحرب على أرضنا.
حفل التكريم اليوم هو عربون شكر حزبنا وحكومتنا وشعبنا وتقديرها العالي للعمل التاريخي الجليل المتمثل في تنفيذ القرار السياسي بشكل متكامل والذي اتخذه الحزب والحكومة من أجل مصير ومستقبل الوطن، وصيانة الشرف العظيم الذي حافظت عليه جميع الأجيال في جمهوريتنا خلال عشرات السنين.
أيها الرفاق،
ستتلاشى آثار المعارك الطاحنة في المنطقة المحررة في أرض الغربة والتي كانت تضج بلعلعة الرصاص وانفجار القذائف، وتتحول جميع الأشياء قريبا، إلا أن الذكريات عن روح البطولة البارزة لضباطنا وجنودنا وروح تضحيتهم النبيلة بالنفس لن تمحى ولا تنسى.
تنطبع عظمتهما وخلودهما بصورة حية هنا في ربوع الوطن الذي يبعد بآلاف الكيلومترات من ساحة المعارك الضارية.
نتحدث بخشوع عن عالمكم الروحي، أنتم الذين أسهمتم في تحرير أراضي كورسك، لأن روح النضال السامية للأبطال والتي ظللنا نبرزها عاليا حتى الآن أصبحت ملكا لجميع ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية.
بطولة ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية عندنا التي أثارت غبطة وقلق من البلدان الكثيرة في الوقت نفسه لم تكن مقصورة على بعض أصحاب المآثر المتميزين وحدهم.
برز في العمليات العسكرية الخارجية مئات وآلاف الأبطال الذين يتفوقون ري سو بوك، وكانغ هو يونغ وجو كون سيل.
بصراحة، دهشت أنا أولا قبل أن يذهل العالم.
قاتل الجميع دون استثناء ببطولة سواء كانوا قادة عسكريين أو سياسيين أو أطباء عسكريين أو مترجمين أو أفراد تموين على هيئة واحدة وبأسلوب واحد في أي ظروف كانت.
لم تكن حدود لرتبهم أو أعمارهم ولا علاقة باختلاف سيرتهم ومآثرهم السابقة في إظهار روح البطولة وروح التضحية بالنفس.
أصابتني بصدمة قوية حقيقة أن الضباط في الثلاثينات والأربعينات من أعمارهم سدوا أوكار النار المعادية بأجسادهم في مقدمة الصفوف تجاوزا للرأي العام القائل بأن سن سد وكر النار هو الثامنة عشرة، بينما لم يتورع الآخرون عن اختيار طريق تفجير أنفسهم الذي لا يتيح ترك حتى الجثة، وتلقوا بصدورهم رصاص الأعداء عن طيب خاطر لحماية قائدهم.
انظروا إلى جدار التأبين الذي أقيم هنا في قاعة الاجتماع للجنة المركزية للحزب.
ذلك العدد الكبير من ضباطنا المتدفقين بالحيوية والرائعين تهافتوا على إلقاء أنفسهم ليموتوا ميتة الأبطال.
هؤلاء بطبيعة الحال أبطال فوق الأبطال، ومن الطبيعي تسمية وحدات العمليات الخارجية بالوحدات البطلة.
صنيع الأبطال الفرديين الذين اتخذناهم في الماضي كنماذج، تطور اليوم إلى حركة جماهيرية.
خلال 3 أعوام للحرب قبل أكثر من 70 عاما، برز 600 بطل ونيف على المستوى الوطني، وبالمقابل، أصبح جميع أفراد المجموعة المتكاملة من الجيش أصحاب مآثر بطولية خلال فترة لا تزيد على ستة أشهر إلا قليلا في العمليات العسكرية الخارجية التي نفذتها بحزم القوات المسلحة لجمهوريتنا.
السر الأساسي في انتهاء هذه العمليات العسكرية الخارجية بشكل ظافر يكمن من أوله إلى آخره في الطابع الجماهيري للبطولة وفي كون الشيم الروحية والأخلاقية السامية والجميلة سائدة بثبات كفكر ومشاعر جميع ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية، لا في مآثر بعض العسكريين البارزين أو الأبطال.
كان تكاملهم في تنفيذ الأوامر وهو الواجب الأساسي لأفراد الجيش، وحرارة حبهم للوطن ومودتهم بين رفاق السلاح، وروح تفانيهم متساوية، كما كانت أخلاقيتهم المتمثلة في الإخلاص لواجبهم حتى في لحظة مواجهة نهاية حياتهم، واتخاذ الاختيار الجدير أمام الضمير رائعة دون استثناء.
بهذه الخصال الروحية الفريدة، جعلتم العالم كله يعرف مصدر قوة جيشنا والعامل الأساسي الذي يتيح له أن ينتصر حتما في أي معركة.
يعد هذا حدثا واحدا نقش بجلاء في العصر والتاريخ مفهوما عن الجيش القوي وقانون الانتصار في المعركة.
أنا واثق بأن الجميع سيكونون قد قاتلوا مثلكم وإن شارك أي سلاح من شتى أسلحة جيشنا وأي وحدة من وحداته في هذه الحرب، وسيكونون قد سجلوا المآثر القتالية المماثلة لمآثركم البطولية.
أشعر بغاية السرور والارتياح لإعادة التأكد من مستوى الشيم الروحية والأخلاقية لضباط وجنود الجيش كله من خلالكم، وإنه لفخر ومجد لحزب العمل الكوري وحكومة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أن يكون لديهما هذا الجيش باعتباره رائدا وحاميا لقضيتهما الثورية.
يمجد جيشنا في عصرنا الحالي أيضا، كما كان عليه دائما مسماه المشرف كونه رمزا للشعب الكوري البطل، وممثلا للشعب الكوري العظيم.
البلد الذي يحميه الجيش البطل يبقى قويا وعظيما للأبد، كما أن القضية التي تتقدم بوضع الجيش البطل في الطليعة لا تقهر.
ينطوي حفل التكريم اليوم على المغزى والوزن الاستثنائيين بسبب ترسيخه هذه الثقة.
في هذا المكان بالغ الأهمية، أتوجه مجددا، نيابة عن الحزب والحكومة، بخالص الشكر والتحية الكفاحية إلى ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية الذين حافظوا على ثقة الحزب والوطن بجيشنا وهم يخترقون ويجتازون وابلا من نيران المدافع في المعارك الضارية، وأظهروا الشرف العظيم للجيش الشعبي الكوري على مداه بروحهم القتالية البطولية غير المسبوقة ومآثرهم الخالدة.
وأنتهز هذه الفرصة لأنقل الكلمة التي كنت أرددها في سري أكثر من مائة مرة إلى محاربينا البواسل الجديرين بالثناء.
بفضل وجودكم، وبفضل الحماية من قبل الجنود الأبطال مثلكم، لن يتزعزع هذا البلد.
أيها الرفاق،
سيبحث حزبنا عن مآثر مقاتلي وحدات العمليات الخارجية دون استثناء والتي اجترحوها بالدماء الحمراء في جميع ساحات المعارك المصيرية في أرض الغربة ليبرزها عاليا أمام والديهم وزوجاتهم وأولادهم، وأمام الدولة والشعب، وأمام أبناء الجيل الناشئ.
سنروي للشعب وضباط وجنود الجيش الشعبي وأبنائهم وبناتهم وأفراد الجيل الصاعد تلك الخبرات القتالية النفيسة قاطبة والتي اكتسبتموها في خضم النضال الدامي، ومودتكم الحقيقية بين رفاق السلاح، وحبكم المطلق للوطن، وآلام التضحية التي اضطررتم إلى تحملها حابسين دموع الدم، والابتهاج بالانتصار القيم الذي أحرزتموه مقابل ذلك، وحياتكم الجميلة التي كانت مفعمة بالتفاؤل حنينا إلى المستقبل، كما هي عليه.
سيقام في جانب من العاصمة القاعة والنصب التذكاريان للمآثر القتالية تخليدا لمناقب المحاربين العظماء، وستعامل البلاد كلها الروح السامية والعزيمة للأبطال بخشوع وتتعلم منها إلى الأبد.
سيمنح الوطن الأم أعلى وأزهى شرف لجميع ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية، وسيرتقي إلى ذروة المجد بآبائهم وأمهاتهم أيضا والذين ربوا أبناءهم بصورة رائعة وقدموهم دون تردد للحرب المقدسة من أجل البلاد.
حفل التكريم اليوم بداية لتلك الأعمال كافة.
لن ينتهي الطريق الحافل بالأمجاد الذي شقه المقاتلون البواسل بالدماء في ساحة القتال على أرض الغربة، وحياة الشهداء السامية، كما أن سجلات القتال الدموي المنقوشة بأسمائهم ستتألق للأبد كصفحات أكثر قيمة في تاريخ الوطن.
أيها الرفاق،
إنه لرسالة ثابتة لقواتنا المسلحة الثورية أن تكبح كافة التحديات التي تهدد سيادة وأمن الدولة وتضمن برسوخ سلامها وتطورها من ناحية عسكرية.
تنشأ الآن في الحلبة الدولية الأزمة الأمنية الأكثر حدة وغير المتوقعة بسبب استخدام القوة العسكرية المتطرفة من قبل القوى المتهورة بجنون الحرب، كما أن الدول المعادية لنا تكشف ميولها الخطيرة بشكل أكثر سفورا لتحطيم مكانة وجبروت دولتنا بكافة الطرق والتي تحافظ على توازن الحالة الأمنية في منطقة شبه الجزيرة الكورية.
لا تدعنا هذه البيئة مجالا للإغفال، بل تتطلب مزيدا من التأهب المتكامل والساحق لجيشنا.
أوضح القائدكيم جونغ وون المهام البالغة الشأن التي يجب التمسك بها في تحويل القوات المسلحة لجمهوريتنا إلى قوات أكثر نخبة وقوة وإكمال أهبتها الحربية لمواجهة الوضع الناشئ والمؤامرات الاستفزازية العسكرية للدول المعادية.
قال إنه يرجو من ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية الذين يقومون في هذه اللحظة الراهنة أيضا بالمهام القتالية المشرفة في أرض الغربة البعيدة أن يضعوا نصب أعينهم أن والديهم وزوجاتهم وأبناءهم الأحباء والوطن ينتظرون بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي سيعودون فيه سالمين غانمين إلى الوطن، وأردف قائلا:
ستسمو دولتنا بالكرامة وتكون مقتدرة وقوية للأبد بفضل وجود الأبطال العظماء مثلكم.
سيواصل جيشنا تيار تاريخ الانتصار العظيم في الحرب لألف وعشرة آلاف السنين بروح الإخلاص والعزيمة البطولية الفريدة له.
أتمنى المجد الخالد للضباط والجنود الأبطال لوحدات العمليات الخارجية الذين أقاموا أعلى وأروع ذروة فوق تاريخ النصر الطويل لشعبنا والجبروت المطلق لقواتنا المسلحة الثورية.
عاش الجيش الشعبي الكوري البطل!
الجنرالات والضباط والجنود،
رفاقي الأحباء في السلاح،
حانت هكذا تلك اللحظة التي لطالما انتظرها حزبنا وحكومتنا مع عدد كبير من الأسر في هذا البلد والتي أرسلت أبناءها الأعزاء إلى ساحة المعركة.
انتظرتها البلاد برمتها.
هذه اللحظة انتظرتها أنا أيضا بلهفة عبر عدها بالأصابع.
لا أستطيع أن أصف مشاعري الراهنة حين ألتقي مجددا في هذا المكان البالغ الأهمية بالأبناء الجديرين بالثناء، أبطال البلاد الذين يعتبرون أكبر فخر لدولتنا وينتظرهم جميع أبناء الشعب.
أتقدم بالشكر القلبي وأخلص التحيات الكفاحية إلى الرفاق قادة ومقاتلي وحدات العمليات الخارجية الذين عادوا إلى الوطن عن جدارة بالشرف العظيم والمآثر القتالية الباهرة، لأنهم قاتلوا بشجاعة بما يليق بـ " الكوريين " و" الجيش الشعبي الكوري "، تحت وابل القذائف ودخانها في أرض الغربة والذي يقرر الحياة والموت.
أيها الرفاق،
يسرني أن أعلن اليوم في هذا المكان المرسوم الصادر عن هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بناء على اقتراح اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري ولجنته العسكرية المركزية بمنح ألقاب بطل الجمهورية وشهادات التقدير من الدرجات العالية لجنرالات وضباط وجنود جيشنا الذين اجترحوا المآثر الخالدة في العمليات الخارجية.
هذا يعد أول تكريم للمشاركين في العمليات الخارجية وهم الأبناء الرائعون للشعب الكوري وممثلو الشرف العظيم للوطن.
نظمت اللجنة المركزية لحزبنا حفل تكريمكم الوطني بحشود كبيرة في مقرها الرئيسي رغبة منها في إبراز الأبطال الأجلاء إلى أقصى درجة أمام الوطن والشعب وجعل البلاد جمعاء تحترمهم وتبجلهم، أولئك الذين سطروا المآثر في ساحة المعركة على أرض الغربة حفاظا على السمعة المقدسة والكرامة للدولة.
هذه مكافأة خاصة وقيمة يمنحها الوطن والشعب للمنتصرين الشرفاء الذين حققوا المناقب العظيمة الصعبة المنال بدون النضال الدامي.
يجدر بكم أن تحظوا بهذا المجد وأكبر معاني الاحترام.
تأثرت بعمق بالروح النبيلة والشجاعة المنقطعة النظير والتضحيات الغالية لضباطنا وجنودنا وأنا أتلقى من حين لآخر تقريرا عن سياق قتالهم منذ أن أرسلت وحدات العمليات الخاصة عندنا إلى الخارج، كما كنت أتوق بشدة إلى تكريم جميعهم تكريما حافلا إذا عادوا إلى الوطن بعد إنجاز المهام الموكولة لهم.
حين يقام اليوم أول حفل تكريم على هذا النحو، تلوح أمام عيني صور المقاتلين الذين يبذلون في هذه اللحظة أيضا قصارى جهدهم لتنفيذ المهام إخلاصا لأوامر الوطن، وصور الشهداء، ولا أستطيع أن أتمالك نفسي من شدة الأسف حقا لعدم إبرازهم جميعا في هذا المكان المجيد.
أشعر بالألم والحزن يحز فؤادي أمام الواقع الذي يضطرنا إلى أن نشاهد الملامح السامية لمن نذروا حياتهم الغالية في سبيل الانتصار العظيم والمجد عبر صورهم الفوتوغرافية على جدار التأبين.
لا تساورني سوى فكرة واحدة هي كم سيكون رائعا لو كان معنا في هذا المكان أولئك الذين استقبلوا الخلود الأكثر مجدا في اللحظات النهائية الرائعة التي اختاروها، وتركوا في التاريخ المآثر والسجلات القتالية التي يتعين نقلها جيلا بعد جيل.
وددت أن أعانقكم جميعا بدفء، أنتم الذين كنت أتمنى سلامتكم كل يوم وكل لحظة، وأقلد بنفسي ميدالية البطل على صدور من اخترقوا اللهيب حاملين فيها علم الدولة المجيد، إلا أنني أشعر ببالغ الأسف لعدم إمكانيتي عمل ذلك.
حين أقف أمام أفراد أسر رجال الجيش الشهداء، لست أدري كيف أعبر عن الضيق والأسف لعدم حماية أرواح الأبناء الأعزاء الذين أسندوهم لنا واثقين بنا، الشباب الذين ما زالوا في الريعان.
أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن مشاعر التعازي العميقة لأفراد أسر الشهداء الذين نذروا حياتهم الغالية في العمليات العسكرية الخارجية، وأقترح على الجميع أن يقفوا دقيقة صمت متمنين خلودهم.
محاربونا هم جميعا أناس وأبطال ووطنيون عظماء.
اجترح مشاركو العمليات الخارجية المآثر العظيمة التي ستظل خالدة في التاريخ، من أجل الازدهار والجبروت الأبديين للوطن، وذلك بالنضال الحازم والتضحيات النبيلة.
قال القائد
أضاف أن النشاطات القتالية لوحدات العمليات الخارجية التي تمثل القوات المسلحة لجمهوريتنا في ساحة المعركة التي تركزت عليها بؤرة أنظار العالم، دلت دون تحفظ على قدرة الجيش الشعبي الكوري البطل الذي لا يعرف إلا النصر بتفوقه الثابت في الفكر والروح والاستراتيجيات والتكتيكات المستقلة، واستطرد قائلا:
أكثر ما أولي الأهمية له وأقدره بارتياح هو أن شهرة الجيش الشعبي الكوري المظفر دائما تم تثبيتها بصورة أشد صرامة في تاريخه الممتد إلى أكثر من 70 عاما، وتأكد بجلاء الوضع الحقيقي لجيشنا المستعد تماما لخوض الحرب.
المفتاح في التعامل الثابت مع الحرب وضمان الانتصار فيها هو تحطيم إرادة العدو لشن الحرب.
أصبح رأيا ثابتا الآن أن لا يتفادى جيش أي بلد مصير الأرواح المحزونة التي تهيم في الأرض، إذا واجه جيشنا.
يمكن القول إنكم بنيتم جدار الحماية الشامخ في ربوع الوطن، على الرغم من أنكم قاتلتم في أرض الغربة وكانت خنادقكم خارج أراضينا.
بهذا المعنى، تعتبر مناقبكم أثمن وأغلى من انتصاركم في الحرب على أرضنا.
حفل التكريم اليوم هو عربون شكر حزبنا وحكومتنا وشعبنا وتقديرها العالي للعمل التاريخي الجليل المتمثل في تنفيذ القرار السياسي بشكل متكامل والذي اتخذه الحزب والحكومة من أجل مصير ومستقبل الوطن، وصيانة الشرف العظيم الذي حافظت عليه جميع الأجيال في جمهوريتنا خلال عشرات السنين.
أيها الرفاق،
ستتلاشى آثار المعارك الطاحنة في المنطقة المحررة في أرض الغربة والتي كانت تضج بلعلعة الرصاص وانفجار القذائف، وتتحول جميع الأشياء قريبا، إلا أن الذكريات عن روح البطولة البارزة لضباطنا وجنودنا وروح تضحيتهم النبيلة بالنفس لن تمحى ولا تنسى.
تنطبع عظمتهما وخلودهما بصورة حية هنا في ربوع الوطن الذي يبعد بآلاف الكيلومترات من ساحة المعارك الضارية.
نتحدث بخشوع عن عالمكم الروحي، أنتم الذين أسهمتم في تحرير أراضي كورسك، لأن روح النضال السامية للأبطال والتي ظللنا نبرزها عاليا حتى الآن أصبحت ملكا لجميع ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية.
بطولة ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية عندنا التي أثارت غبطة وقلق من البلدان الكثيرة في الوقت نفسه لم تكن مقصورة على بعض أصحاب المآثر المتميزين وحدهم.
برز في العمليات العسكرية الخارجية مئات وآلاف الأبطال الذين يتفوقون ري سو بوك، وكانغ هو يونغ وجو كون سيل.
بصراحة، دهشت أنا أولا قبل أن يذهل العالم.
قاتل الجميع دون استثناء ببطولة سواء كانوا قادة عسكريين أو سياسيين أو أطباء عسكريين أو مترجمين أو أفراد تموين على هيئة واحدة وبأسلوب واحد في أي ظروف كانت.
لم تكن حدود لرتبهم أو أعمارهم ولا علاقة باختلاف سيرتهم ومآثرهم السابقة في إظهار روح البطولة وروح التضحية بالنفس.
أصابتني بصدمة قوية حقيقة أن الضباط في الثلاثينات والأربعينات من أعمارهم سدوا أوكار النار المعادية بأجسادهم في مقدمة الصفوف تجاوزا للرأي العام القائل بأن سن سد وكر النار هو الثامنة عشرة، بينما لم يتورع الآخرون عن اختيار طريق تفجير أنفسهم الذي لا يتيح ترك حتى الجثة، وتلقوا بصدورهم رصاص الأعداء عن طيب خاطر لحماية قائدهم.
انظروا إلى جدار التأبين الذي أقيم هنا في قاعة الاجتماع للجنة المركزية للحزب.
ذلك العدد الكبير من ضباطنا المتدفقين بالحيوية والرائعين تهافتوا على إلقاء أنفسهم ليموتوا ميتة الأبطال.
هؤلاء بطبيعة الحال أبطال فوق الأبطال، ومن الطبيعي تسمية وحدات العمليات الخارجية بالوحدات البطلة.
صنيع الأبطال الفرديين الذين اتخذناهم في الماضي كنماذج، تطور اليوم إلى حركة جماهيرية.
خلال 3 أعوام للحرب قبل أكثر من 70 عاما، برز 600 بطل ونيف على المستوى الوطني، وبالمقابل، أصبح جميع أفراد المجموعة المتكاملة من الجيش أصحاب مآثر بطولية خلال فترة لا تزيد على ستة أشهر إلا قليلا في العمليات العسكرية الخارجية التي نفذتها بحزم القوات المسلحة لجمهوريتنا.
السر الأساسي في انتهاء هذه العمليات العسكرية الخارجية بشكل ظافر يكمن من أوله إلى آخره في الطابع الجماهيري للبطولة وفي كون الشيم الروحية والأخلاقية السامية والجميلة سائدة بثبات كفكر ومشاعر جميع ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية، لا في مآثر بعض العسكريين البارزين أو الأبطال.
كان تكاملهم في تنفيذ الأوامر وهو الواجب الأساسي لأفراد الجيش، وحرارة حبهم للوطن ومودتهم بين رفاق السلاح، وروح تفانيهم متساوية، كما كانت أخلاقيتهم المتمثلة في الإخلاص لواجبهم حتى في لحظة مواجهة نهاية حياتهم، واتخاذ الاختيار الجدير أمام الضمير رائعة دون استثناء.
بهذه الخصال الروحية الفريدة، جعلتم العالم كله يعرف مصدر قوة جيشنا والعامل الأساسي الذي يتيح له أن ينتصر حتما في أي معركة.
يعد هذا حدثا واحدا نقش بجلاء في العصر والتاريخ مفهوما عن الجيش القوي وقانون الانتصار في المعركة.
أنا واثق بأن الجميع سيكونون قد قاتلوا مثلكم وإن شارك أي سلاح من شتى أسلحة جيشنا وأي وحدة من وحداته في هذه الحرب، وسيكونون قد سجلوا المآثر القتالية المماثلة لمآثركم البطولية.
أشعر بغاية السرور والارتياح لإعادة التأكد من مستوى الشيم الروحية والأخلاقية لضباط وجنود الجيش كله من خلالكم، وإنه لفخر ومجد لحزب العمل الكوري وحكومة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أن يكون لديهما هذا الجيش باعتباره رائدا وحاميا لقضيتهما الثورية.
يمجد جيشنا في عصرنا الحالي أيضا، كما كان عليه دائما مسماه المشرف كونه رمزا للشعب الكوري البطل، وممثلا للشعب الكوري العظيم.
البلد الذي يحميه الجيش البطل يبقى قويا وعظيما للأبد، كما أن القضية التي تتقدم بوضع الجيش البطل في الطليعة لا تقهر.
ينطوي حفل التكريم اليوم على المغزى والوزن الاستثنائيين بسبب ترسيخه هذه الثقة.
في هذا المكان بالغ الأهمية، أتوجه مجددا، نيابة عن الحزب والحكومة، بخالص الشكر والتحية الكفاحية إلى ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية الذين حافظوا على ثقة الحزب والوطن بجيشنا وهم يخترقون ويجتازون وابلا من نيران المدافع في المعارك الضارية، وأظهروا الشرف العظيم للجيش الشعبي الكوري على مداه بروحهم القتالية البطولية غير المسبوقة ومآثرهم الخالدة.
وأنتهز هذه الفرصة لأنقل الكلمة التي كنت أرددها في سري أكثر من مائة مرة إلى محاربينا البواسل الجديرين بالثناء.
بفضل وجودكم، وبفضل الحماية من قبل الجنود الأبطال مثلكم، لن يتزعزع هذا البلد.
أيها الرفاق،
سيبحث حزبنا عن مآثر مقاتلي وحدات العمليات الخارجية دون استثناء والتي اجترحوها بالدماء الحمراء في جميع ساحات المعارك المصيرية في أرض الغربة ليبرزها عاليا أمام والديهم وزوجاتهم وأولادهم، وأمام الدولة والشعب، وأمام أبناء الجيل الناشئ.
سنروي للشعب وضباط وجنود الجيش الشعبي وأبنائهم وبناتهم وأفراد الجيل الصاعد تلك الخبرات القتالية النفيسة قاطبة والتي اكتسبتموها في خضم النضال الدامي، ومودتكم الحقيقية بين رفاق السلاح، وحبكم المطلق للوطن، وآلام التضحية التي اضطررتم إلى تحملها حابسين دموع الدم، والابتهاج بالانتصار القيم الذي أحرزتموه مقابل ذلك، وحياتكم الجميلة التي كانت مفعمة بالتفاؤل حنينا إلى المستقبل، كما هي عليه.
سيقام في جانب من العاصمة القاعة والنصب التذكاريان للمآثر القتالية تخليدا لمناقب المحاربين العظماء، وستعامل البلاد كلها الروح السامية والعزيمة للأبطال بخشوع وتتعلم منها إلى الأبد.
سيمنح الوطن الأم أعلى وأزهى شرف لجميع ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية، وسيرتقي إلى ذروة المجد بآبائهم وأمهاتهم أيضا والذين ربوا أبناءهم بصورة رائعة وقدموهم دون تردد للحرب المقدسة من أجل البلاد.
حفل التكريم اليوم بداية لتلك الأعمال كافة.
لن ينتهي الطريق الحافل بالأمجاد الذي شقه المقاتلون البواسل بالدماء في ساحة القتال على أرض الغربة، وحياة الشهداء السامية، كما أن سجلات القتال الدموي المنقوشة بأسمائهم ستتألق للأبد كصفحات أكثر قيمة في تاريخ الوطن.
أيها الرفاق،
إنه لرسالة ثابتة لقواتنا المسلحة الثورية أن تكبح كافة التحديات التي تهدد سيادة وأمن الدولة وتضمن برسوخ سلامها وتطورها من ناحية عسكرية.
تنشأ الآن في الحلبة الدولية الأزمة الأمنية الأكثر حدة وغير المتوقعة بسبب استخدام القوة العسكرية المتطرفة من قبل القوى المتهورة بجنون الحرب، كما أن الدول المعادية لنا تكشف ميولها الخطيرة بشكل أكثر سفورا لتحطيم مكانة وجبروت دولتنا بكافة الطرق والتي تحافظ على توازن الحالة الأمنية في منطقة شبه الجزيرة الكورية.
لا تدعنا هذه البيئة مجالا للإغفال، بل تتطلب مزيدا من التأهب المتكامل والساحق لجيشنا.
أوضح القائد
قال إنه يرجو من ضباط وجنود وحدات العمليات الخارجية الذين يقومون في هذه اللحظة الراهنة أيضا بالمهام القتالية المشرفة في أرض الغربة البعيدة أن يضعوا نصب أعينهم أن والديهم وزوجاتهم وأبناءهم الأحباء والوطن ينتظرون بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي سيعودون فيه سالمين غانمين إلى الوطن، وأردف قائلا:
ستسمو دولتنا بالكرامة وتكون مقتدرة وقوية للأبد بفضل وجود الأبطال العظماء مثلكم.
سيواصل جيشنا تيار تاريخ الانتصار العظيم في الحرب لألف وعشرة آلاف السنين بروح الإخلاص والعزيمة البطولية الفريدة له.
أتمنى المجد الخالد للضباط والجنود الأبطال لوحدات العمليات الخارجية الذين أقاموا أعلى وأروع ذروة فوق تاريخ النصر الطويل لشعبنا والجبروت المطلق لقواتنا المسلحة الثورية.
عاش الجيش الشعبي الكوري البطل!