/ النشاطات الثورية للامين العام لحزب العمل الكوري كيم جونغ وون
كلمة القائد كيم جونغ وون في الدورة الثالثة عشرة لمجلس الشعب الأعلى الرابع عشر لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية
   في يوم 21 من أيلول، ألقى القائد المحترم الرفيق كيم جونغ وون كلمة في الدورة الثالثة عشرة لمجلس الشعب الأعلى الرابع عشر.
   فيما يلي كلمته.
   الرفاق النواب الأعزاء،
   الرفيق رئيس هيئة الرئاسة والرفيقان نائبا رئيس مجلس النواب المحترمون،
   جميع الرفاق المراقبين،
   تقوم الدورة الثالثة عشرة لمجلس الشعب الأعلى الرابع عشر لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بأعمالها بنجاح على أساس رسالتها وصلاحياتها التي منحها لها دستور الجمهورية وبفعل المشاركة والمناقشة الإيجابية لجميع الرفاق النواب.
   إني راض لأن جهاز سلطتنا الأعلى يدفع شؤون الدولة الجسيمة قدما على مسؤوليته وضمن هدف معين واتجاه محدد لتوفير الضمان القانوني والنظامي من أجل حل المسائل الملحة ذات الأهمية العملية الكبيرة في الإسراع بتوطيد وتطوير النظام الاشتراكي والازدهار الشامل للدولة إلى مرحلة أعلى.
   أعبر عن معاني التشجيع للرفاق نواب مجلس الشعب الأعلى الذين يخلصون إلى أقصى درجة لأداء المسؤولية والواجبات المكلفة لهم في مختلف القطاعات لبناء الاشتراكية وينفذون أيضا المهام الجسيمة هكذا في النشاطات التشريعية لإكمال سياسات الدولة وأعمال الحكومة، بصفتهم ممثلين للحقوق المستقلة والإرادة العامة لشعبنا، كما أود في هذا المكان الذي يراقب فيه أعمال الدورة عدد غير قليل  من كوادر الحزب والحكومة وهيئات القيادة في قطاعات الدفاع الوطني والأمن والمجتمع والاقتصاد أن أؤكد على النجاحات المحققة لحد الآن في هذا العام وبعض المسائل الهامة الناشئة في بناء الدولة ونشاطاتها القادمة.
   أيها الرفاق،
   تحققت حتى الآن النجاحات ذات الشأن نتيجة لاندفاع الأعمال الضخمة والهامة بقوة وتوازن والتي خطط لها حزبنا وحكومة جمهوريتنا بصورة أكثر ديناميكية على أساس الحساب العلمي لها، من أجل التطور الشامل للدولة في عام 2025 الذي سيفرغ من أعمال المرحلة الراهنة.
   ستقدرها بالإجمال الدورة الكاملة الثالثة عشرة للجنة المركزية للحزب التي من المقرر انعقادها في شهر كانون الأول/ ديسمبر القادم، ولكن إذا تنبأت بالأمر في هذا المكان، أرى أن خطة السنوات الخمس ومن ضمنها خطة هذا العام سيتم إنجازها بنجاح، ولا يخامرني الشك في أنني سأقدم تقريرا عن ذلك إلى المؤتمر التاسع لحزب العمل الكوري.
   كانت حماسة المواطنين السياسية لتمجيد الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب بالنجاحات العملية العالية حارة منذ مطلع العام الجاري، بحيث أدت إلى التقدم المتواصل والنضال الجريء في النصف الثاني منه أيضا، كما كان في النصف الأول منه.
   وعليه، يتأكد إنجاز خطة السنوات الخمس التي صممتها اللجنة المركزية الثامنة للحزب، في عام 2025 الهام الذي يستقبل الذكرى الثمانين لتأسيس حزبنا ويقترب من انعقاد المؤتمر التاسع التاريخي للحزب.
   إن نتائج الأعمال وحدها التي حصلنا عليها خلال 9 أشهر هذا العام ليست قليلة على الإطلاق، كما أن مجمل المعنويات والأجواء جيدة.
   أولا وقبل كل شيء، يعمل قطاع الصناعات الرئيسية بما فيها صناعة المعادن والصناعة الكيميائية وصناعة الطاقة الكهربائية وصناعة الآلات، والقطاعات الاقتصادية الرئيسية على إنجاز خطة الاقتصاد الوطني هذا العام من حيث الأساس.
   طبعا، ما زلنا دون المستوى الذي يتيح لنا أن نقدر أنفسنا ونشعر بالرضا، إلا أنه لأمر جيد جدا أن تكون لمعظم المؤسسات حماسة عالية لبلوغ أهداف الإنتاج المحددة حتما، وتصدر عنها النتائج الحقيقية.
   يتطلع قطاع الزراعة إلى بلوغ أهداف الدولة لإنتاج الحبوب الغذائية بتوفير حالة الزراعة المستقرة هذا العام أيضا كما في العام الماضي.
   إنه لمحصلة عملية غير مسبوقة أن تم تجاوز خطة إنتاج الحبوب الغذائية المبكرة النضوج وشرائها بفضل الجهود المتفانية للكوادر والعاملين في قطاع الزراعة، وهذه تثبت صحة وحيوية سياسة حزبنا الجديدة الخاصة بتشجيع زراعة القمح على أرض الواقع.
   حالة إنتاج الحبوب الغذائية اللاحقة جيدة في الوقت الراهن، فإن الآفاق أكيدة لبلوغ أهداف إنتاج الحبوب الغذائية المخططة هذا العام.
   كما ازدادت نسبة المكننة في الأعمال الزراعية بنسبة أكثر من 2 بالمائة عما كانت عليه في العام الماضي نتيجة لتوجيه الجهود الكبيرة لرفعها، وإن توطد أسس الإنتاج الزراعي إلى مرحلة أعلى يصبح رصيدا كبيرا للتقدم إلى الأمام بنجاح أكبر فيما بعد.
   تم القضاء على الظواهر السلبية المتمثلة في معاملة الأمور بمجرد الكلام في الماضي، واستقرت الثورة في علم البذور، وزراعة محصولين في السنة، والزراعة العلمية والزراعة القائمة على الآلات بثبات كعناصر تسفر عن التغير الفعلي في الإنتاج الزراعي، وتعاظمت مشاعر الإخلاص لجميع أبناء الشعب لمساعدة المزارع بصدق، ويمكن اعتبار أن القدرة على مواجهة الكوارث الطبيعية التي كانت تعرقل الزراعة سنويا ازدادت نسبيا.
   إن قطاع البناء يبين نهوض الدولة بجلاء أكبر وعلى نحو لا مجال لإنكاره.
   بخصوص بناء الصناعات أولا، اندفعت بصمود وسط المثابرة في النضال الشاق مشاريع بناء قواعد الإنتاج الرفيعة مستوى التحديث وذات القدرة الكبيرة في قطاع الصناعات الرئيسية وقطاع الصناعة الخفيفة، فإن المشاريع الهامة مثل مشروع بناء محطة دانتشون الكهربائية من المرحلة الأولى وإعادة بناء وتحديث مؤسسة ريونغسونغ المتحدة للآلات تدنو من يوم إكمال بنائها.
   على ضفة نهر آمروك التي شهدت تغيرا جذريا في شمال غربي البلاد بعد رفع الكوارث الناجمة عن الفيضان في العام الماضي، تظهر مزرعة الصوب العملاقة بمظهرها الجلي بفضل النضال الخلاق المتواصل للجنود البناة ومجموعة الشباب.
   تسير أعمال بناء منطقة هواسونغ من المرحلة الرابعة جيدا حسب برنامج عملياته، وسط  تسارع الأعمال الضخمة بنشاط وحيوية لبناء 50 ألف شقة سكنية في العاصمة خلال فترة خطة السنوات الخمس تجاوزا بكثرة لخطتها الأصلية، وسيتم هذا العام إكمال بناء مئات المساكن في منطقة كومدوك وعشرات آلاف المساكن الريفية في أرجاء البلاد.
   كما أنه لنجاح مدهش أن يظهر إلى حيز الوجود عدد كبير من الصروح المعمارية التي ترمز إلى حضارتنا الجديدة وتشعر الناس بجوارحهم بملامح تقدم دولتنا الملحوظ مثل إكمال بناء منطقة واونسان- كالما الساحلية للسياحة بلا شائبة ليشرع أبناء الشعب في الاستجمام وهم يتقاطرون إليها تباعا من كل حدب وصوب، واشتداد بناء منطقة سامزيون السياحية، فضلا عن كون مستشفى بيونغ يانغ العام على وشك التدشين.
   هذا وتندفع بنجاح الأعمال الجسيمة الأخرى في المرحلة النموذجية لتوفير مرافق الصحة ومراكز الخدمة الثقافية العامة التي لا غنى عنها لتحسين جودة حياة أهالي المنطقة بصورة جذرية عبر توسيع وتطبيق سياسة تنمية المناطق المحلية في العصر الجديد، بالإضافة إلى بناء مصانع الصناعة المحلية في 20 مدينة وقضاء لتطويرها نحو الأفضل من العام الأول.
   على الأخص، تم إنجاز بناء مؤسسة الاستزراع البحري في قضاء راكواون والمنطقة السكنية الحضارية في قرية الصيادين لمدة لا تزيد عن نصف السنة إلا قليلا واللتين يمكنهما أن توفرا رصيدا كبيرا لزيادة القدرة الاحتياطية لتطور المنطقة وتكونا هدفا للكيان الواقعي في تغيير المناطق المحلية.
   ما من قوة وسند أكبر من سرور وابتسام الشعب في جعل الحزب الحاكم والحكومة للدولة الاشتراكية تثقان بسياساتهما وتبذلان قصارى جهدهما لخدمة الشعب بإظهار القدرة القيادية الأقوى.
   حقا إن هذه النجاحات التي تتيح لأبناء الشعب أن يستقروا من جديد في المساكن العصرية المبنية على حساب الدولة ويشعروا بكل جوارحهم بالتغير الملموس لمناطقهم المحلية، وتعجل بلوغ الأهداف المستقبلية على أرض الواقع الحالي ببذل الجهود الجريئة، تصبح قوة محركة جبارة من شأنها أن تبرز بجلاء تطلعات اقتصادنا وأهداف نهوضه وتضفي القدرة الحياتية على نظامنا الاشتراكي.
   شهدت قطاعات العلوم والتعليم والصحة العامة والفنون والرياضة أيضا نجاحات لافتة للنظر حتى توضح صبغة الازدهار والتطور في كل أوجه حياة الدولة والمجتمع وتعطي فرحة وزخما للشعب.
   في العديد من المناسبات الاحتفالية مثل الذكرى الثمانين لتحرير الوطن والذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الجمهورية وعيد الانتصار في الحرب، أثبتت دولتنا مجددا بقوة كرامتها وسمعتها، بينما ضاعف شعبنا كبرياءه وإرادته لتحقيق الازدهار بالقوة الذاتية.
   يواصل حزبنا وحكومتنا تقدمهما المرموق في مجال تعزيز القدرة الدفاعية للدولة أيضا.
   أرسينا المحور الاستراتيجي الراسخ لحماية السيادة البحرية وخطونا الخطوة الجسيمة الأولى في مسيرة بناء الدولة البحرية القوية بالنجاح في بناء المدمرتين القابلتين لتنفيذ المهام العسكرية البحرية المتعددة الجوانب طبقا لخط الحزب الخاص بتعزيز القوات البحرية، كما أحدثنا مؤخرا تغيرات بالغة الأهمية مثل وضع الأهداف الجلية من تقوية القوات المسلحة الاستراتيجية بلا توقف وتوسيع قدرتها إلى رفع الكفاية القتالية للأسلحة والأعتدة الحربية التقليدية.
   إلى جانب ذلك، امتلكنا حديثا الأسلحة السرية وحققنا قدرا غير قليل من النجاحات في الأبحاث العلمية للدفاع الوطني والتي ستسهم إسهاما كبيرا في الارتقاء العاصف بقواتنا العسكرية إلى أبعد الحدود.
   لقد تجلى مدى عظمة وقيمة أصول الدولة وثروات الشعب التي خلقناها خلال 9 أشهر هذا العام، ومدى سعة مجالات نضالنا التي تسرع بكل ثقة عملية تطور الاشتراكية المرموق.
   أرسيت الأسس بثبات من مختلف النواحي لإثراء البلاد وتقويتها وازدهارها بالقوة الذاتية والتي كانت مجرد آفاق حتى قبل 6 سنوات حين عقدت الدورة الأولى لمجلس الشعب الأعلى الرابع عشر، كما تأكد مجال التطور الشامل لبناء الاشتراكية والذي لم يكن أكثر من المثل العليا في ذلك الحين.
   الآن، ثبتت كرأي معترف به حقيقة أنه لا يمكن لأحد وأي مصاعب أن تعرقل وتؤخر مسيرة دولتنا وأبناء شعبنا الذين يتقدمون إلى الأمام بأسلوبهم حسب خريطة طريق تطورهم من خلال زيادة القوى الذاتية.  
   حتى العقبات الخارجية الخبيثة والشرسة والأزمة الصحية الأولى من نوعها في التاريخ وأزمة الكوارث المتراكمة كانت عاجزة عن التغلب على قوتنا وتلاحمنا.  
   كل هذه ثمرة لقيام الحزب والدولة وأبناء الشعب قاطبة بدعم أدراج القفز كصلابة الصخر والحديد عاما بعد عام بالصمود والقدرة التطبيقية المنقطعتي النظير وهم يجتازون التحديات والشدائد القاسية بعناد رافعين عاليا قرارات المؤتمر الثامن للحزب كبرنامج نضال لإحراز النصر الأكيد.
   في هذا السياق، ازدادت إرادتنا قوة على قوة وثقتنا بالنفس رسوخا لشق طريق قضيتنا ومستقبلنا بثبات، وتعزز دور الجميع وقدرتهم على التقدم بدرجة أكبر.
   كل من يعيشون في جميع أرجاء هذا البلد يحسون بالتغير الملحوظ الواسع النطاق على أرض الواقع، ويتماسكون بحرارة أكبر ويتحدون بتراص أكبر انطلاقا من الاعتزاز بوطنهم والقلوب الموحدة المكرسة له.
   أنا فخور بأنه لم يسبق في تاريخ جمهوريتنا الذي يقرب من 80 عاما أن يبلغ اعتزاز الشعب بالوطن ومحبته القلبية له شأوا بعيدا بهذا القدر.
   يستأثر النمو الاقتصادي واشتداد القدرة العسكرية على حد سواء بالأهمية الجسيمة بالنسبة لنا، إلا أن الأهم منهما والأكثر اقتدارا منهما بعشرات ومئات الأضعاف هو الروح المعنوية للإنسان، الذات الفاعلة، واستعداد القوى السياسية والفكرية.
   بفضل أسلوب القيادة لحزبنا وحكومة جمهوريتنا الذي يتمثل في البحث عن الاحتياطات والإمكانيات أولا في المجال الفكري قبل الوسيلة الاقتصادية وحل كافة الأمور في جميع القطاعات بقوة الفكر والحملة السياسية، أدى لهيب حركة زيادة الإنتاج والتوفير والمسابقة الذي أوقده أفراد الطبقة العاملة في سانغواون إلى تصعيد الحماسة لصنع الثورة والنضال بصورة أعلى في كل أنحاء البلاد، وتتعالى الحماسة الوطنية للشعب برمته والبطولة الجماهيرية بشدة أكبر باستلهام روح البطولية للمحاربين الشهداء في وحدات العمليات الخارجية الذين نذروا أرواحهم دون تردد من أجل حماية شرف وكرامة الوطن.
   هذا أكثر قيمة واقتدارا من أي شيء آخر في سبيل الانتصار والنجاح والتطور القادمة.
   أنتهز هذه الفرصة لأتوجه من صميم قلبي بالشكر والتحية الحارة إلى جميع المواطنين في جمهوريتنا الذين يقدمون دائما تأييدا مطلقا لسياسات الحزب والحكومة ويدعمونها بالنضال الجريء ونتائج الإبداع الفريد.
   أيها الرفاق النواب،
   إنه لهدف حقيقي لنضالنا وثقتنا العالية بالنفس علو السماء أن نحقق الواجبات العصرية والمهام الثورية الجسيمة عن طريق مضاعفة روح التقدم التي أحدثت تغيرات غير مسبوقة منذ تأسيس الدولة في كل أوجه حياة الدولة والمجتمع حتى نبني جمهوريتنا كبلد قوي لا يجرؤ أحد على المساس به، ومجتمع مثالي للشعب.
   في الوقت الراهن الذي بلغ فيه النضال الرامي إلى تحقيق الازدهار الشامل للدولة مرحلة النهوض المنقطع النظير، يرتقب حزبنا وشعبنا دورا أكثر صوابا ونشاطا للحكومة.
   يتعين على حكومة الجمهورية أن تتمسك في نشاطاتها بمبدأ تعزيز طابعها الشعبي بصورة أكبر وإطلاق قدرة التلاحم والقدرة الخلاقة الفريدة لشعبنا إلى أقصى درجاتها.
   الآن، تظهر عموما في الوحدات غير القليلة انحرافات الميل إلى تنفيذ خطة الإنتاج أو مهام البناء فقط دون الاهتمام بظروف العمل والحياة للعاملين.
   لا يجوز لنا تعكير صفو الطبيعة الاشتراكية الأصيلة المتمحورة على الإنسان مهما كانت الظروف، بل علينا وضع الإنسان في المقام الأول قبل الإنتاج وحل المسائل البسيطة أولا واحدة تلو الأخرى لضمان صحة وتسهيلات المنتجين.
   تسير الآن الأعمال على قدم وساق لإنهاء الزراعة على مستوى الوطن، فينبغي الحيلولة دون ظاهرة اقتطاع الحصص الموزعة على المزارعين بحجة تنفيذ الخطة أو معالجة الحبوب بصورة سلبية على هذا النحو أو ذاك.
   بالطبع، نحتاج إلى كمية إنتاج الحبوب المخططة، بيد أن حقوق ومصالح المزارعين أهم منها، كما تكون أفئدة الشعب الذي يضع ثقة مطلقة في سياسات الحزب أغلى منها.
   لا يجوز السماح بأتفه عنصر يتعارض مع الطابع الشعبي لدولتنا مثل التلويح بالسلطة وممارسة البيروقراطية والتطاول على مصالح الشعب في مجرى تنفيذ السياسات، بل يجب توجيه جميع أعمال الدولة تماما إلى تعزيز الوحدة المتلاحمة بقلب واحد.
   من الأهمية بمكان تحويل سياق إطلاق وتنفيذ أعمال الدولة إلى سياق تعبئة قوة جماهير الشعب التي لا ينضب معينها إلى أقصى حد.
   بعبارة أخرى، علينا أن نجعل عملية تغليب الروح الثورية وروح الإخلاص الوطني المنقطعة النظير لشعبنا على الأخرى وتفجير قوته الجبارة تسود أعمال الدولة بطول مسارها، سواء في تذليل العقبات الذاتية والموضوعية التي تعترض سبيل تقدمنا أو في حل المهمات الضرورية الراهنة بجرأة.
   ينبغي رفع الدور التنظيمي والتعبوي لمجلس الوزراء دون توقف.
   يملك مجلس الوزراء الهيئات والقوى التنفيذية القادرة على أداء رسالة الحكومة، ويستطيع أن يمارس أيضا الصلاحيات المعنية، فيتعين عليه قيادة جميع هيئات تكوينه والتحكم بها ومراقبتها لتؤدي وظائفها على نحو منشود.
   كما عليه توثيق الروابط والتعاون بين الهيئات التنفيذية الفرعية من خلال التشاور الجماعي، والاطلاع والإشراف الاعتيادي على مجمل الأعمال وشؤون الفروع ككل، واتخاذ إجراءات التحسين العملية للقضاء على النزعة الذاتية والارتجال والأنانية المؤسساتية والشهرة وعدم المسؤولية والجهالة والقصور التي تظهر بين الكوادر القياديين الاقتصاديين.
   ويتوجب الحيلولة دون إفساح المجال للعناصر السلبية مثل استعمال الأموال لأغراض أخرى وتبذيرها واختلاسها بترسيخ الانضباط المالي الصارم في مجمل أعمال الدولة، وجعل الأموال المخصصة تستعمل بدقة وفعالية لصالح تعزيز أسس الاقتصاد المستقل ورفاهية الشعب.
   يطرح حل مسألة إدارة الاقتصاد بصواب كواجب أكثر إلحاحا في ضمان استقرار أعمال الدولة بمجملها وتحقيق تنمية الاقتصاد المستدامة بالاعتماد على قوتنا المحركة الذاتية.
   من الضروري اتخاذ الإجراءات الفورية لترسيخ الطريقة الواقعية والعقلانية لإدارة الاقتصاد، القادرة على دفع بناء الاشتراكية قدما بقوة، بعد التشريح الدقيق لأسباب التناقضات والعيوب بصورة حاسمة والتي تشوب الشؤون الاقتصادية الراهنة.  
   دخلت سياسة تنمية المناطق المحلية مرحلة جديدة لتنفيذها باتساع أكبر منذ هذا العام، على أساس النجاحات والخبرات المكتسبة في العام الماضي والمتطلبات المستقبلية لوضع المناطق المحلية في مدار تطورها المتعدد الجوانب والمستدام.  
   مطلوب من القطاعات والوحدات المختصة أن ترفع روح المسؤولية بصورة أعلى تماشيا مع تعمق أعمال تنمية المناطق المحلية، مثل ضمان الطابع العلمي والنفعية في تصميم المشاريع الخاصة بسياسة تنمية المناطق المحلية وصنع المعدات بشكل نوعي وتوحيد مواصفاتها. 
   من المهم جعل المحافظات والمدن والأقضية تؤدي دورها الجدير بالأصحاب كما ينبغي في النهوض بالمناطق المحلية والأرياف.
   يتعين استكشاف الأعمال وإطلاقها ضمن هدف معين واتجاه محدد لجلب المنافع الحقيقية للشعب بتعبئة واستخدام القدرة الاقتصادية الكامنة بما يتفق مع الخصائص الإقليمية، مثل بناء قواعد الاستزراع البحري حسب الخطة في المحافظات التي يحدها البحر، ولتغيير ملامح المنطقة المعنية باتخاذ الكيانات الواقعية الجديدة الناشئة عن سياسة تنمية المناطق المحلية نموذجا له.
   كما أكدت في سونغتشون العام الماضي، فإن المشكلة هي تدني المستوى النوعي لبناء المساكن الريفية والذي تقوم به الآن قوى البناء في المدن والأقضية كقوة رئيسية له.
   لذا، ينبغي تمتين صفوف عمال البناء المهرة في المدن والأقضية ورفع مستوى معدات البناء وتدعيم أسس إنتاج مواد البناء فيها بصورة حاسمة.
   إذا كان هذا الأمر خارج الاهتمام، قد تحدث المسألة في آفاق سياسة تنمية المناطق المحلية وتتحول إلى وضع خطير.
   ينبغي للمحافظات والمدن والأقضية إجراء العمل بصورة فعالة وببذل الجهود الكبيرة لتأهيل صفوف أصحاب المواهب القادرين على أن يحملوا على عاتقهم تنفيذ برنامج الثورة الريفية في العصر الجديد، وعدد كبير من المضطلعين بتغيير الأرياف الاشتراكية بانتظام، وفق ما تقتضيه سياسة الحزب.
   إذا أردنا أن نزداد قوة وازدهارا بالاعتماد على النفس والتقرير الذاتي، لا بفعل أي صدفة، ليس أمامنا خيار آخر سوى الاستناد إلى قوة العلوم والتكنولوجيا، وتتوقف آفاق تطور دولتنا على زيادة القدرة العلمية والتقنية بلا انقطاع.
   ومن الضروري إقامة نظام وانضباط العمل المنسق لإطلاق واستخدام موارد الموهوبين بشكل فعال على نطاق الدولة وضمان التطور المستدام للعلوم والتكنولوجيا، وحل المسائل التقنية الناشئة في الواقع  بنجاح من خلال ترسيخ القوى العلمية والتقنية في جميع القطاعات والوحدات.
   يجب على قطاع التعليم إعداد العدة المتكاملة لتعليم الطلاب على المستوى المتقدم العالمي، بمناسبة تنفيذ منهاج التعليم الإلزامي العام الثاني لمدة 12 سنة، وتأهيل عدد أكبر من أصحاب المواهب الذين يحتاج إليهم الواقع، بتطبيق منهاج التعليم حسب الأقسام على نحو فعال والذي وضعته حديثا الجامعات والكليات.
   لا يفوتنا أن نؤكد هنا على مسألة رفع كفاءة وقدرة واختصاص المعلمين.
   لا يمكن أن ينهض التعليم إلا عندما نحل مسألة المعلمين، فيتعين رفع المستوى النوعي لتعليم المعلمين وتعزيز نظام إعادة تعليمهم، وخصوصا جعل كثير من موارد التدريس المتقدمة تصل إلى المعلمين في المناطق المحلية والأرياف.
   وينبغي دفع العمل قدما بقوة لتجديد الأجهزة الاستشفائية والوقائية بمختلف مستوياتها ورفع مستوى الخدمة الطبية بشكل جذري وترسيخ الأسس المادية والتقنية في صناعة الأدوية وغيرها من قطاع الصحة، بما يلبي متطلبات عصر الثورة الصحية التاريخية.  
   يجب تحسين النظام القانوني الاشتراكي بلا توقف، ورفع وظيفة ودور القانون  في حياة الدولة والمجتمع.
   يتوجب على هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى مواصلة تعديل وتكميل القوانين الفرعية لضمان تنفيذ سياسات الحزب المطروحة حديثا بحكم القانون، وإجادة العمل لإكمال الأجهزة القانونية والنظامية بحيث يمكن تعزيز قدرة الإشراف على الأعمال في جميع القطاعات في آن مع جعلها تسير على نحو أكثر ‏عقلانية ومرونة.
   ينبغي للأجهزة القضائية خوض النضال الصارم بشكل ديناميكي وشامل ضمن الخطط الاستراتيجية الأكثر براعة ضد تحركات العدو لتآكل نظامنا وإفساد مواطنينا وكافة أنواع الأعمال الإجرامية التي تخرب الاستقرار الاجتماعي والسياسي، بما يتلاءم مع اشتداد التبادل مؤخرا مع البلدان الأخرى.
   كما يتعين عليها رفع درجات الرقابة والإشراف القانوني على ظواهر الإعاقة والتقاعس عن تنفيذ قرارات الحزب والدولة، والإخلال بالنظام الاقتصادي للدولة ومخالفة انضباط تنفيذ خطة الاقتصاد الوطني والاعتداء على مصالح الشعب، ووضع العقبة في وجه رفع قدرة الدفاع الوطني، وكذلك إنزال سيف الدكتاتورية الثورية دون رحمة بالأعمال الإجرامية المتكشفة.  
   جمهوريتنا دولة اشتراكية ذات سيادة لا تسمح البتة بأي استعباد وسيطرة، فإن تعزيز قدرة ‏الدفاع الوطني الذاتي هو أول شأن من شؤون الدولة لا يمكن التوقف عنه ولو لحظة واحدة أو التنازل عنه قيد أنملة.
   ينبغي لنا أداء مسؤوليتنا  في عمل الحفاظ على سيادة وأمن الدولة على أساس القدرة الجبارة على ردع الحرب والتي وفرناها حتى الآن، ومواصلة ادخار القوة الأكثر اقتدارا لدرء كافة أنواع التهديد العسكري.
   يتعين زيادة قدرة نظام الدفاع الوطني والشعبي الشامل إلى مرحلة أعلى من خلال دفع العمل قدما بقوة لوضع قوات الدفاع المدني في حالة الأهبة الكافية للرد، بما يتفق مع خصائص الحرب الحديثة، وإطلاق التوجه الاجتماعي للدولة إلى أبعد الحدود والذي يتمثل في مساعدة الجميع للجيش الشعبي بكل صدق معتبرين الدفاع عن الوطن كأسمى وطنية.
   أود أن أغتنم هذه الفرصة اليوم لأقدم عرضا خاصا للأعمال الرائعة التي تظهر بين أبناء شعبنا.
   بعد انتشار الخبر مؤخرا عن المآثر البطولية لمقاتلي وحداتنا للعمليات الخارجية الذين شاركوا في عملية تحرير مقاطعة كورسك في الاتحاد الروسي، يتصاعد التيار الإيجابي للانخراط في النضال الوطني بشرف الكوريين وكوريا، مثل سيادة البطولة الجماهيرية في المجتمع كله وارتفاع حماسة الشباب والكهول للتطوع في خدمة الجيش بشكل لم يسبق له مثيل.
   في هذا السياق، يظهر في المجتمع عدد كبير من اللفتات لتقديم المساعدة النزهة للمشاركين في العمليات الخارجية وأفراد أسر الشهداء فيها، والتبرع بالأموال لتكون عونا لمعيشتهم.
   أملا في إفادة بناء القاعة والنصب التذكاريين للمآثر القتالية من أجل الأبطال المحاربين، وشارع سايبيول، وضمان معيشة أفراد أسر الشهداء، تبرع عشرات آلاف الكوادر والعاملين والسكان بمبلغ كبير من الأموال لمدة تقل عن شهر واحد اعتبارا من يوم 22 من آب/ أغسطس الأخير لغاية الآن.
   من بينهم الجنود الجرحى المكرمون والمزارعون والعلماء والنساء على عالة الآخرين.
   تمشيا مع اتساع هذه الأجواء الرائعة، طرحت مسألة استخدام التبرعات المالية المقدمة من أجل المشاركين في العمليات العسكرية الخارجية وأفراد أسر الشهداء، لذا، قدمت توجيهات بإعادتها إلى المتبرعين على وجه المسؤولية لأن الاعتناء بهم هو كليا من اختصاص الحزب والدولة، وتوجيه الشكر القلبي إليهم باسم حكومة الجمهورية، ونشر وترويج لفتاتهم على نطاق واسع.
   هذه اللفتات تدل بالشكل الكافي على الفضائل والأخلاق السامية الفريدة لشعبنا وحقيقة وقدرة منعة مجتمعنا وقوة تلاحمه.
   يسعدني أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر، نيابة عن حكومة جمهوريتنا، للمساعدين والمتبرعين الذين أبدوا اللفتات الجميلة من أجل محاربينا البواسل الأبطال وأفراد أسر الشهداء، بدافع من قلوبهم النبيلة.
   أيها الرفاق،
   إن المتغير المفتاحي والحاسم في مواصلة المسار التاريخي الرامي إلى تحقيق التطور الشامل لدولتنا هو مسألة كيفية حماية أمن دولتنا في ظل التيار السياسي العالمي المتميز بالتصادم الشديد، والظروف العصرية المتغيرة.
   أود اليوم في هذا المكان أن أوضح بجلاء العنوان الحالي والطبيعة المتناقضة للعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية كوريا والتي تؤثر تأثيرا حاسما في أمن دولتنا ووضع المنطقة، والموقف المبدئي الذي ينبغي التمسك به في النشاطات الخارجية.
   ما زال يواجه هيكل الأمن المحيط بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تحديات خطيرة وسط ازدياد القلق العالمي النطاق والأزمة العامة من جراء المطامع غير العقلية للولايات المتحدة ومعسكرها اللذين يسعيان اليوم للحفاظ على هيمنتهما المتداعية بسرعة، وإساءتهما استخدام القوة عشوائيا.
   وبخاصة، إن حالة الأمن الموضوعية المحيطة بشبه الجزيرة الكورية تجدد مرارا أسوأ رقم قياسي بكل معنى الكلمة.
   ترتكب الولايات المتحدة والدول التابعة لها، عادة، الأعمال الاستفزازية التي تزيد من حدة توتر الوضع، ضاربة القلق الأمني لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عرض الحائط، وازدادت خطورتها اليوم إلى حد الإحساس بها على نحو يختلف عما كانت عليه قبل عدة سنوات.
   بموجب "استراتيجية الهند – الباسفيك" الأمريكية الساعية إلى الهيمنة، والسيناريو الهادف إلى تحقيقها، يتحول الحلف العسكري بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا والحلف العسكري الأمريكي والياباني ونظام التعاون العسكري الثلاثي بين هذه الدول الثلاث إلى كيان أكثر هجومية وعدوانية، فإن البيئة الأمنية لدولتنا تحديدا تتعرض للأضرار المباشرة من ذلك.
   نجد أنفسنا أمام الواقع الذي تتواصل فيه مختلف أنواع وأشكال المناورات الحربية الثنائية والمتعددة الأطراف في وقت واحد دون فراغ زمكاني ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية،  وينضم إليها عدد أكبر من العناصر النووية.
   في الماضي، واجهت البيئة المحيطة بشبه الجزيرة الكورية مرحلة التوتر البالغ، بمناسبة المناورات الحربية الكبيرة الحجم للولايات المتحدة وجمهورية كوريا والتي تجري سنويا بجنون في شهري آذار/ مارس وآب/ أغسطس كهبوب الرياح الموسمية، وأما الآن فهي تعاني من تفاقم الوضع المستدام والمزمن بسبب استمرار مختلف المناورات العسكرية المشتركة الثنائية والمتعددة الجنسيات على مدار السنة وجلب الأصول الاستراتيجية من حين لآخر.
   من أبلغ الأدلة على ذلك أن العدو الذي تسبب في تدهور الوضع إلى أقصى الحدود بشن المناورات العسكرية المشتركة الكبيرة الحجم "وولجي فريدوم شيلد" بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا في الشهر الفائت، لا يستريح أيضا من تشديد درجة الضغوط العسكرية على دولتنا بصورة أكبر مع دخول شهر أيلول/ سبتمبر.
   مما يزيد الأمر خطورة أن يتوارث "دليل العملية النووية" المزعوم إلى السلطات الحالية دون ترشيحه والذي وضعته السلطات السابقة للولايات المتحدة وجمهورية كوريا بشرط استخدام السلاح النووي ضد دولتنا، ودخلت خطة الحرب النووية المتعلقة به حيز تنفيذها الإجرامي  الأكثر واقعية وتفصيلا.
   قبل فترة أيضا، لجأت الولايات المتحدة وجمهورية كوريا مجددا إلى العرض الحربي النووي التجريبي السافر المسمى بـ"إيرون ماس" لتعويدهما على الإجراءات والأساليب للهجوم على دولتنا بالسلاح النووي، حسب "دليل العملية النووية" الموروثة عن السلطات السابقة، وفي الوقت نفسه، جرت المناورات العسكرية المشتركة المتعددة المجالات بمشاركة الدول الثلاث، الولايات المتحدة واليابان وجمهورية كوريا.
   هذا امتداد ووراثة للسياسة العدائية إزاء كوريا والتي استلمتها الدول المعادية جيلا بعد جيل بغض النظر عن تعاقب السلطات، وفي الوقت ذاته، كشف النقاب بلا ترشيح عن الطبيعة الأصلية للقوى الحاكمة الحالية لمواجهتنا والتي لا يمكن إخفاؤها.  
   بالتزامن مع ذلك، أضيف أيضا متغير الخطورة الأمنية غير المسبوق المتمثل في وقوع عمق أراضي الدول النووية الكبرى في المنطقة ومن ضمنها دولتنا في مرمى التصويب المباشر والدائم للقوات الأمريكية، نتيجة لانتشار منظومة صاروخها المتوسط المدى، المعدة لنشرها في اليابسة، بسرعة خاطفة على أرض اليابان لأول مرة في التاريخ.
   من جراء الأعمال العسكرية الاستعراضية المغامرة للدول المعادية، تنشأ الحالات الخطيرة غير المتوقعة في كافة المجالات البرية والبحرية والجوية، وارتفع منسوب المواجهة بين الدول النووية بما لا سابقة له، وهذا تحديدا الوضع العسكري والسياسي الواقعي الذي نواجهه.
   هكذا، يكون الوضع الحالي عصيبا أكثر من ذي قبل.
   مع أن الحالة الأمنية الراهنة ازدادت سوءا إلى أقصى درجة في التاريخ، غير أن درجة أمن دولتنا، أي معامل أمنها يتم الحفاظ عليه على مستوى عال أكثر من أي وقت مضى.
   تشتد حالة التوتر بصورة أكبر وراح الفتيل يلتهب مع مرور الأوقات، إلا أن معامل درء الحرب، معامل الأمن ارتفع بصورة أعلى مما كان في الماضي، وهذه الحقيقة تشير إلى الشيء الهام جدا.
   ذلك هو أن وظيفة الردع لقواتنا المسلحة النووية للمواجهة والتغلب على كافة التحديات الأمنية المفروضة علينا من الخارج، تعمل على نحو كاف ومتكامل.
   بكلمة أخرى، يتم كبح إرادة الدول المعادية لإشعال نيران الحرب تماما وضمان توازن القوة في المنطقة، بفضل تصاعد واشتداد قدرة دولتنا الرادعة الفيزيائية، بقدر ما يزداد استخدام القوة العسكرية من جانب الولايات المتحدة ودول حلفائها.
   أتأكد من ذلك، ويصعب على العدو أيضا إنكاره.
   مهما قسا الوضع الموضوعي، يتم ردع الحرب بالقدر المراد، إذا نما العامل الذاتي، القوى المستقلة القادرة على المراقبة والإشراف والسيطرة على ذلك الوضع الموضوعي.  
   من خلال تطورها العاصف المتواصل وعرضها المهدد، برهنت قدرتنا الرادعة النووية على كفاءتها ومصداقيتها الكفيلة بصون سيادة الدولة وسلامة الأراضي وأرواح وأمن الشعب في وجه التهديدات العسكرية والعدوان والهجوم الخارجية، وواصلت زيادة معامل الأمن في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة، وجعلت الدول المعادية تخاف من العواقب المميتة التي ستأتيها في حالة الطوارئ.
   يدل واقع اليوم على أن عملنا المتفاني صحيح كل الصحة، نحن الذين بذلنا قصارى جهدنا للإسراع في ادخار القوة الفيزيائية دون توقف.
   كما أوضحت سابقا، فإن ضمان الأمن وحماية السلم بالاعتماد على القوة الجبارة هما خيارنا غير القابل للتغير.
   ليست ثمة للدول المعادية أي وسيلة أو طريقة لإيقاف جبروتنا المطلق، ولن توفر لها أبدا في المستقبل أيضا.
   نحن مستعدون للرد على كل الأشياء.
   قد توجد هناك مختلف الطرق والمبادئ، إلا أننا مستعدون للتعامل مع كل الأشياء.
   أوضحت قبل أربع سنوات من الآن أننا يجب أن نكون على أهبة تامة للحوار والمواجهة على حد سواء من أجل الحفاظ على كرامة دولتنا ومصالح تطورها المستقل وضمان البيئة السلمية وأمن الدولة بأمانة، وعلى الأخص، يجب أن نكون على أتم استعداد للمواجهة.
   تغرينا السلطتان اللتان ظهرتا حديثا هذا العام في الولايات المتحدة وجمهورية كوريا زاعمتين بأنهما تفتحان باب الحوار معنا وتسعيان لتحسين العلاقات، إلا أن طبيعتهما الأصلية لن تتغير أبدا لإضعاف قوتنا والإطاحة بنظامنا في نهاية المطاف.
   قبل فترة، قدمتا المفهوم المسمى بـ"نزع السلاح النووي المرحلي" المزعوم، وبذلك، أسفرتا عن هدم المبرر والأسس بأيديهما والتي تتيحهما الجلوس معنا.
   لا أرى أن تكون للولايات المتحدة وجمهورية كوريا مسوغات جديرة بإقناع الناس في العالم عن ضرورة الجلوس معنا.
   لقد فقد المفهوم المسمى بـ"نزع السلاح النووي" مدلوله.
   كان تحولنا إلى دولة نووية خيارا لا غنى عنه اتخذناه على مفترق طرق بقاء دولتنا أم دمارها.
   هذا هو السبب في أننا أدرجنا امتلاك السلاح النووي في القانون الأعلى لجمهوريتنا كشيء مقدس ومطلق لا يمكن المساس به وتغييره في أي حال من الأحوال.
   مطالبتنا بـ"نزع السلاح النووي" الآن هي مطالبتنا بممارسة الأعمال المخالفة للدستور.
   ما زال كثير من القوى ترقص على أنغام "نزع السلاح النووي" التي تنشدها الولايات المتحدة أولا وقبل غيرها.
   ترتكب تلك القوى أعمال الإهمال العلني والانتهاك الصارخ لسيادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
   هل يمكننا أن نخالف دستورنا؟
   لماذا نقوم بـ"نزع السلاح النووي"؟
   هل نقوم به لرفع العقوبات؟
   كلا، كلا أبدا.
   أقطع في القول إن "نزع السلاح النووي "لن يكون أبدا منا.
   مهما كانت الولايات المتحدة ودول حلفائها تنادي بحماسة وجماع أصواتها بـ"نزع السلاح النووي" لمدة عشر أو عشرين عاما، بل وخمسين ‏أو مائة عام، سيبقى واقع امتلاك جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية للأسلحة النووية دون تغير وإن شاءت أم أبت.
   امتلاكنا للأسلحة النووية هو قانون الدولة، ولدينا التزام قانوني للحفاظ عليه حتما.
   إن موعظة الأعداء الماكرة بأن الحياة الرغيدة لن تأتي إلا عند التخلي عن السلاح النووي، فقدت قدرة الإقناع  من جراء الحرب الدموية التي يشعلون بأنفسهم نيرانها في كل بقعة من بقاع العالم.
   يعرف العالم كل المعرفة ماذا تعمل الولايات المتحدة بعد ثني بلد آخر عن السلاح النووي وتجريده من الأسلحة.
   لن نتخلى أبدا عن السلاح النووي.
   أتاحت العقوبات من القوى المعادية لنا أن ندرس الطريقة لتقوية أنفسنا بصورة أكبر، وأدت إلى إنماء قدرة احتمالنا ومقاومتنا التي لا تخضع لأي ضغط من الضغوط.
   ليس لنا ولن يكون لنا أبدا في المستقبل أيضا أي نوع من التفاوض مع الدول المعادية مثل المقايضة بأي شيء متفرغين لرفع العقوبات.
   إذا لم تتخلص القوى الغربية المهيمنة بزعامة الولايات المتحدة بعد من أحلامها  الساذجة في إمكانية انتصارها بعد إلحاق الهزيمة الاستراتيجية بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المالكة للأسلحة النووية، وإذا كانت تفكر في أنها تستطيع الضغط علينا وإخضاعنا بفرض العقوبات أو عرض القوة، فإن ذلك خطأ في الظن.
   إن لنفسها حق الاختيار.
   إذا أرادت أن تواصل التصرفات التي لا طائل تحتها، لاجئة إلى فرض العقوبات والضغوط ورافعة عقيرتها بالصراخ حتى الآن عن "نزع السلاح النووي"، دون أن ترى بدقة الواقع المتغير، لتكن كذلك.
   بصراحة، إن ذلك سيكون أكثر صلاحية لنا.
   ذلك لأن الوقت يزداد لقيامنا  بالأعمال المقصودة.
   الوقت يكون لجانبنا.‏
   سوف ننهض بالاقتصاد كما هو مقصود بما يليق بالدولة السياسية القوية، وننصرف إلى تقوية القدرة العسكرية كهدف استراتيجي لا يمكن تفويته على الإطلاق، حتى نجدد مكانة الدولة العسكرية القوية العالمية باستمرار.
   سيحافظ حزبنا وحكومتنا بثبات وبرسوخ دون أدنى انحراف على دستور جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وقانونها الأساسي الخاص بسياسة القوات المسلحة النووية والذي ينص على إدامة امتلاك الأسلحة النووية، ويضمنان تماما المصالح العليا لدولتنا.
   لن نتوقف أبدا على مسار تعزيز قدرتنا العسكرية الكفيلة بحماية أمن الدولة وسعادة الشعب في الحاضر والمستقبل أيضا، ونمضي قدما باستمرار في تمتين جبروت قوتنا إلى ما لا نهاية، طالما لا ينتهي التهديد النووي الخارجي علينا، وطالما وجدت القوى الإمبريالية التي تتخذ السلاح النووي وسيلة لوجود استبدادها.
   يتعين على القوى المعادية الإدراك بأنها قد تمس بصبرنا، إذا ما واصلت لعب الفخر الطائشة بقوتها بلا حدود في جوارنا.
   تمارس الآن قدرتنا الرادعة للحرب، وآمل ألا تفقد رسالتها الأولى.
   لو أنها مفقودة، ستسري رسالتها الثانية.
   لقد أشرت إلى ذلك في السابق.
   عندما تسري رسالتها الثانية، ستنهار فورا التنظيمات العسكرية والبنى التحتية لجمهورية كوريا ودول حلفائها في المنطقة المحيطة بها، وهذا يعني تحديدا دمارها التام.
   لا أرغب مطلقا في تطور هذا الوضع الخطير.
   إذا أرادت الولايات المتحدة التعايش السلمي الحقيقي معنا، على أساس اعترافها بالواقع متخلصة من تفكيرها الوهمي العنيد في نزع أسلحتنا النووية، فليس ثمة سبب يمنعنا من اللقاء معها.
   ما زلت أحمل ذكريات طيبة عن الرئيس الأمريكي الحالي ترامب على المستوى الشخصي.
   أود أن أغتنم هذه الفرصة لأوضح بجلاء أكبر موقفنا من العلاقات مع جمهورية كوريا.
   لن نحتاج إلى الجلوس مع جمهورية كوريا، ولن نعمل أي شيء معها.
   أوضح أننا لن نتعامل معها أبدا.
   في الحقيقة، تواجدت دولتنا وجمهورية كوريا كدولتين في المجتمع الدولي طوال عشرات السنين الماضية.
   إنه لواقع جلي أن تواجه الدولتان الأكثر عدائية في الكرة الأرضية، الدولتان المتحاربتان بعضهما بعضا بصورة حادة في شبه الجزيرة الكورية.
   كان أول رئيس جمهورية كوريا سينغمان ري وزمرته هم تحديدا اصطنعوا حكومة منفصلة في نصف أراضي شبه الجزيرة الكورية، معارضين بعناد تطلعات جميع أبناء الأمة الذين يرغبون في العيش والتطور بصورة مستقلة على الأرض الواحدة، بعد وضع حد ‏لمأساة انقسام ‏الأمة المفروضة من قبل القوى الخارجية.
   قام سينغمان ري بإدراج عبارة تقول "إن أراضي جمهورية كوريا تضم شبه الجزيرة الكورية والجزر التابعة لها" في أول دستور جمهورية كوريا الذي اصطنعه وأعلنه ‏في تموز/ يوليو عام 1948، حتى وضع نصا مكتوبا عن طبيعتها الموهوبة الأكثر عدائية على دولتنا.
   إن اتفاقية الهدنة الكورية التي تم إبرامها في عام 1953، بعد انتهاء الحرب التي دارت ‏ثلاث سنوات، أثبتت رسميا أمام المجتمع الدولي وجود الدولتين المتحاربتين واقعيا في شبه الجزيرة الكورية في حالة عدم انتهاء الحرب تماما، وفي عام 1991، انضم كل من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وجمهورية كوريا على حدة إلى الأمم المتحدة، حتى تم تثبيت الدولتين تماما على المضمار الدولي.
   لم تأت حقيقة تحديدنا جمهورية كوريا كبلد آخر ودولة أكثر عدائية، بفعل الحكم الذي أصدرناه فجأة أمس أو اليوم.
   ليس ثمة أي شيء جديد إلا قبولنا الواقع كما هو عليه.
   نصفها بدولة أكثر عدائية، لأنها عاشت تاريخ الأعمال الأكثر عدائية على جمهوريتنا.
   أجريت المناورات الحربية المعادية لجمهوريتنا بجنون كل يوم تحت مختلف اللافتات المتبدلة بلا توقف مثل " فريدوم بولت"، و"وولجي فوكوس لينز" و"تيم سبيرت"، و"كي ريسولف"، و"وولجي فريدوم غارديان" بعد أن بدأت بعد الحرب بمناورات "فوكوس لينز"، وتحولت اليوم بشراسة أكبر إلى مناورات حربية نووية شاملة مثل " وولجي فريدوم شيلد" و"فريدوم إيدجي".
   بعد أن حولت جمهورية كوريا كل أراضيها إلى أكبر قاعدة نووية أمامية ومستودع بارود نووي في الشرق الأقصى، بإدخال أكثر من ألف رأس نووي بشتى أنواعها في شبه الجزيرة الكورية لأول مرة في التاريخ، تلجأ الآن إلى الهستيريا الحربية، بجلب حتى القوات المسلحة الغربية بزعامة الناتو من حين لآخر إلى شبه الجزيرة الكورية، ناهيك عن الأسلحة والأعتدة الحربية الرائدة الضخمة بما فيها الأصول الاستراتيجية الثلاثة الأمريكية.
   من جراء التصرفات العسكرية الرعناء المضادة لجمهوريتنا والتي تدبرها جمهورية كوريا المتواطئة مع القوى الخارجية، تحول شبه الجزيرة الكورية إلى منطقة معرضة لخطر الحرب الدائم  لا غرابة البتة أن تنشب فيها الحرب الآن.
   تعاقبت حتى الآن سلطات جمهورية كوريا لأكثر من عشر مرات، وتم تعديل دستورها لتسع مرات، ولكن لم يتغير أي شيء في مادة الدستور الخاصة بأرضها، التي تستهدف غزو جمهوريتنا وضمها، كما أن قانون أمن الدولة تم تعديله لعدة مرات، إلا أن المادة التي تعكس بشكل مركز الوعي المعادي لجمهوريتنا لم تتغير ولو حرفا واحدا.
   شاهدنا ما يسعى إليه الحكام المتعاقبون في جمهورية كوريا، إلى حد مثير للملل والضجر.
   يبين بوضوح تاريخ المواجهة الحادة الممتد إلى ما يقرب من 80 سنة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وجمهورية كوريا، والواقع الحالي أن المطامع الفطرية لجمهورية كوريا الساعية إلى تدمير نظامنا وسلطتنا، لم تتغير قط ولا يمكن أن تتغير على الإطلاق، سواء كانت تدعو ظاهريا إلى "الديمقراطية" أو تتنكر بقناع "التحفظ"، كما أن العدو ما هو إلا عدو.
   أضف إلى ذلك، لا ننوي مطلقا التوحيد مع بلد ترك سياسته ودفاعه الوطني إلى القوى الخارجية، من ناحية مصالحنا الوطنية.
   جمهورية كوريا هي كيان مشوه ذو شلل نصفي تحولت جميع قطاعاته على النمط الأمريكي، ودولة مستعمرة تابعة، ودولة أخرى متغايرة الخواص تماما.
   إنه لأمر منطقي واضح كل الوضوح أن لا تتوحد السياسة المستقلة مع السياسة الخيانية التابعة للدول الكبيرة، ولا يتوافق الدفاع الوطني الذاتي مع الدفاع الوطني التابع، ولا يتماسك الاقتصاد المستقل مع الاقتصاد المستعمري المقاول، ولا تتآلف الثقافة الاشتراكية مع ثقافة اليانكي، مثلما لا تندمج المياه مع النار.
   في نهاية المطاف، لا يتحقق توحيد الكيانين اللذين تغيرت خصائص كل منهما تغيرا تاما، وأصبح كل منهما قطبا متناقضا كاملا إلا عندما يتلاشي أحدهما.
   لا داعي للتوحيد قطعا.
   تنادي حكومة ري جاي ميونغ التي تولت هذه المرة زمام السلطة حديثا في جمهورية كوريا، بـ"خط التساهل" معنا، مدعية بما يسمى "تحسين العلاقات" و"السلام"، سعيا وراء تمييزها عن السلطات السابقة، بيد أنه لا شيء تغير من حيث جوهرها.
   بخصوص مطامعها الشيطانية "للتوحيد عبر الاستقطاب"، تخجل منها حتى السلطات "التحفظية" الشريرة السابقة التي حددت السياسة المعادية لجمهوريتنا كسياستها الوطنية.
   تتحدث في الأمام بصراخ عن "إرادتها لبناء برج الثقة واحدا بعد الآخر متحلية بالصبر"، بغية "استعادة العلاقات بين الجنوب والشمال مهما كلف الأمر"، إلا أنها تبني في الوراء جدار المجابهة بصورة أعلى من خلال توسيع وتشديد العرض التجريبي الحربي العدواني مثل مناورات العمليات النووية والمناورات العسكرية المشتركة المتعددة المجالات الهادفة إلى توجيه الضربات النووية الاستباقية إلى الطرف الآخر.
   في الحقيقة، إن مشروع الميزانية للعام القادم والذي بحثته وأقرته حكومة ري جاي ميونغ لأول مرة بعد قدومها إلى السلطة يراعي زيادة النفقة العسكرية بنسبة 8,2 % عن السابق، حتى تفوق إلى حد كبير سلطة يون سوك يول السيئة الصيت التي اشتهرت بجنون المواجهة مع جمهوريتنا.
   في الآونة الأخيرة، تتحدث عن الاعتراف بنظامنا وعدم سعيها إلى "التوحيد عبر الاستقطاب"، والتعايش السلمي، لكن رئيس مكتب الأمن القومي لديه شرح بمنتهى الدقة عن نية الحاكم الحقيقية قبل عدة أيام.
   في يوم 17، أطلق في جلسة الحوار المزعومة هذيانه الذي يرفض نظامنا ودستورنا رفضا باتا وهو يقول إن "إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي هو هدف نهائي تحمله جمهورية كوريا والولايات المتحدة تقليديا، ولن يتغير ذلك الهدف إن شاء فلان أم أبى".
   يصرخ الأعداء الآن علنا عن ضرورة استئناف الحوار بسرعة، قائلين إن "القدرة النووية والصاروخية لشمالي كوريا تزداد قوة فوق قوة"، بقدر ما استمر توقف الحوار.
   إن "مذهب نزع السلاح النووي من المراحل الثلاث" الذي تقدم به الحاكم الحالي بما يسمى "التوقف - التقلص - نزع السلاح النووي" هو الآخر لا يعدو كونه مجرد نسخة عن "دفتر الفرض المدرسي" للحكام السابقين الذين كانوا يحلمون بنزع أسلحتنا.
   مناقشة التوحيد مع هذه الدولة المعادية ما هو إلا تعبير عن التفرغ والتفكير العنيد التامين، ولا شيء يتغير على أرض الواقع بمجرد الإصرار على ذلك النحو.
   كيف يمكن توحيدنا مع جمهورية كوريا؟
   هل كان ثمة في تاريخ العالم مثيل لتوحيد الدولتين المتعاديتين على هذا النحو؟
   لماذا ننوي هذا التوحيد الذي لن يأتي إلا عندما يتلاشي أحد الطرفين؟
   سنثبت بوضوح بالقانون الوطني أن دولتنا وجمهورية كوريا هما دولتان متغايرتان في الخواص تفصل الحدود الوطنية أحدهما عن الأخرى، ولا يمكنهما أبدا أن تصبحا دولة واحدة.
   ستدفع حكومة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بقوة في المستقبل أيضا إحلال السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة، واقفة الموقف الأكثر مسؤولية، في آن مع الحفاظ الأمين على سيادة وأمن الدولة ومصالحها الجوهرية.
   أيها الرفاق النواب،
   لا تخف صلاحيات رفاقنا النواب على الإطلاق في تنفيذ جميع المهام الملقاة على عاتق حكومة جمهوريتنا، وإن شرف مشاركتكم المباشرة في إدارة شؤون الدولة على هذا النحو يمثل توقعا كبيرا يحمله حزبنا وشعبنا حيال دوركم المسؤول.
   يتعين على النواب الذين اختارهم الشعب وكلفهم بإدارة شؤون الدولة وعقدوا عزما على خدمة الشعب أن يعتزوا بثقة الشعب ويعملوا جاهدين بنشاط وتفان أكبر ليضمنوا تماما تنفيذ سياسات الدولة، وأن يستعرضوا أعمالهم أمام الدولة والشعب بنتائج نشاطاتهم المخلصة لإدارة شؤون الدولة.
   هذا يفرض عليهم أن يحملوا فهما صائبا عن سياسات الدولة أولا وقبل غيرهم، وعلى هذا الأساس، يشرحوها أمام سكان منطقتهم وعاملي وحدتهم، فضلا عن إبداء قدوتهم الشخصية في تنفيذ سياسات الدولة.
   إن الشيء الهام هو تنفيذ جميع سياسات الحزب والدولة المقدمة لقطاعاتهم ووحداتهم على نحو كامل دون استثناء، بالتخطيط الدقيق وتنظيم العمل الفعال والقدرة التطبيقية الصامدة.
   إذا كان المرء نائبا من النواب، فيجدر به أن يحمل الرؤية والخصال الجديرة بالناشط السياسي للدولة، ويعرف كيفية السيطرة على أفئدة الشعب وإثارة أجواء التلاحم والنضال في صفوف الجماعة، ويعود نفسه على أداء الأعمال الجيدة من أجل الشعب باستكشافها، كما لا يجوز له أن يفقد احترام وثقة الجماهير به من خلال مراعاة قوانين الدولة وقواعدها تماما والعيش بتواضع.
   عندما يزيد جميع الرفاق النواب همتهم ويناضلون بلا كلل، سيواصلون إحراز النجاحات الرائعة والأبية الجديرة بعرضها على الحزب والدولة والشعب، وستنطبع ملامحكم وخطواتكم بجدارة على مسيرة النضال المقدس المتجهة إلى المؤتمر التاسع للحزب.
   سيوطد حزبنا وحكومة جمهوريتنا ثقة الشعب الراسخة بهما إلى أبعد الحدود، بمثلهما العليا السامية ونضالهما الصامد، وينجزان حتما واجباتهما الجسيمة واحدا بعد الآخر، بمواصلة إنماء الثقة بالنفس والقوة القادرة على تحقيق أماني الشعب.
   أيها رفاق،
   إن حبل الحياة المطلقة لحزب العمل الكوري وحكومة جمهوريتنا وشعبنا هو الإخلاص الثابت للخط الاشتراكي والمضي في رفع راية الاشتراكية بصورة أعلى.
   ذلك أن التاريخ والواقع قد أثبتا التفوق والقدرة الحياتية للاشتراكية التي اخترناها بأنفسنا ودافعنا عنها وأضفينا المزيد من البهاء عليها ببذل الدماء والعرق دون ادخار.
   في تلك الأيام التي مر فيها أبناء شعبنا بتحول مصيرهم الدرامي واختبروا كل أنواع الشدائد، تقبلوا الاشتراكية كمتطلبات حياتهم، لا أي نوع من الإيديولوجيات أو أساليب السياسة، وأحسوا بعمق بأن الاشتراكية ترتبط بمصيرهم ارتباطا لا ينفصل، من خلال جميع الخيرات التي تصل إليهم مباشرة، والحياة الجماعية المتمثلة في المساعدة والقيادة المتبادلة ومشاطرة السراء والضراء، وصور الوطن الذي يزداد ثراء ومنعة وازدهارا مع مرور الأيام.
   لا يحق لحزبنا وحكومتنا أن يتخليا عن الاشتراكية التي اختارها أبناء شعبنا عن طيب خاطر ويدفعونها إلى الأمام واثقين بها، ويعتزون بها أكثر من حياتهم معتبرين إياها بأنفسهم كحقيقة، وليس لهما إلا الواجب لتطويرها حتما بصورة أكبر بأسلوبنا وقيادتها إلى أكبر الانتصارات المتواصلة.
   لن يكون أدنى تغير أو انحراف في الاتجاه الأساسي لسياسة حزبنا وحكومتنا، وسنمضي حتما في زيادة ازدهار دولتنا العظيم ورخاء شعبنا غير المحدود عن طريق الدفاع الحازم والتقدم الصامد بالاشتراكية التي تعتبر تطلعات ومثلا عليا للشعب.
   قضيتنا لا تقهر لأنها تتقدم بالاعتماد على الحماسة الوطنية الفائقة لشعبنا البطل المخلص للمثل العليا المقدسة وقدرته الخلاقة التي لا ينضب معينها، كما أن تاريخ تطور وازدهار دولتنا الاشتراكية سيتواصل بلا كلل.
   أيها الرفاق النواب،
   لننجز قضية الاشتراكية حتى النهاية باعتبارها تاريخا عظيما وشرفا ومستقبلا حقيقيا لنا.
   لنناضل بقوة من أجل كرامة جمهوريتنا ورخائها الشامل رافعين بصمود راية الاشتراكية التي تحمل مثلنا العليا السامية وأحلامنا الجميلة.
   عاش وطننا العظيم، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية !